حماتي الحبيبة..!
لنجلس معا نتسامر ونتحاور نفتح شرفة ذكرياتك ذكريات شبابك وحلمك بأيام الخطوبة والزواج والاستقرار، سردت ذكرياتها الجميلة عن مرحلة من مراحل عمرها الرائعة عندما كانت تحلم بالحياة الجديدة التي تستقل فيها عن بيت أبيها لتصبح هي سيدة القرار في بيتها الجديد وتتخلص من القيود التى كانت تحيط بها كفتاة.. وتذكرت مقدار سعادتها بهذه اللحظة وبهذه الحياة الجديدة المحاطة بألوان الحياة الزاهية المتداخلة مع أطيافها فرحا وسعادة بقرب تكوين هذه الأسرة.
فهيا معا نقف على خط الحياد والصدق ونجول بين خواطرك لنلمس معا كم كانت سعادتك بهذه اللحظة.. نعم أصبحتِ سيدة البيت وصاحبة القرار ولك مطلق الحرية وبلا قيود أن تختاري كل ما يتعلق بحياتك الجديدة..
واليوم أصبحت زوجة تنعم بالحرية في بيتها مع زوجها.. ثم أصبحت أماً لا تريد أي تدخل في حياتها من أي طرف آخر؛ حتى ولو كانت أم الزوج.. كانت تريد أن تكون لها بصمتها وشخصيتها المستقلة في اختيار طريقة تربية أولادها.. وها قد حدث ما لا تريد.. تدخل طرف آخر.. وهي أم الزوج.. أوجه خلاف كثيرة ظهرت في سمائها.. واعتراضات.. إما على طريقة التفكير أو أسلوب تربيتها لأولادها أو طريقة إدارة البيت أو شكل الديكور وألوانه.. اختلافات وتدخلات كثيرة.. مما ضايقها وأثر على حياتها فتذمرت واعترضت مما أثر على علاقتها بزوجها وأسرته.
واليوم قد أثمرت شجرة حياتك بأبنائك أحبائك وفلذات أكبادك، ومن المؤكد أن لكل واحدة وواحد منهم نفس الأحلام والطموحات والأمنيات؛ إن لم تكن أكبر وأكثر من طموحاتك وأحلامك لاختلاف الزمن، ولكل منهم الحق في أن يخوض تجربته ويكون أسرته دون قيود، وأنت بالطبع أحرص الناس عليهم وعلى مصالحهم، ولا ترضين لهم سوى السعادة والهدوء والاستقرار؛ فما عليكِ إلا أن تحكمي عقلك وتستفيدي من دروس الماضي يوم أن رفضت أي تدخل من أم زوجك، واليوم لا ترضين إلا أن تتدخلي في كل مايخص ابنتك او ابنك مع زوجها أو زوجته.. فحكمي دينك في تعاملك مع أزواج وزوجات أبنائك.. تعاملي معهم من خلال عاطفة الأمومة التي حباكِ بها الله وأقنعي نفسك أن ذهاب أبنائك إلى بيت جديد وابتعادهم عنك هذه هي سنة الحياة.. عامليهم مثل أبنائك وستجدين أن الله قد ضاعف لك عدد أبنائك حاولي أن تقدمي لهم هدية ولو بسيطة.. سيكون لها أثر كبير.. كوني لهم عوناً وشجعيهم على النجاح في سبل الحياة وستجنين ثمار الحب إن شاء الله.
أعرف أنك قد تشعرين بالغيرة.. ولكن الغيرة شعور قاتل إذا لم نتحكم فيه؛ فلا تغاري من أزواج وزوجات أبنائك؛ فهم بالتأكيد يحبونك كما تحبيهم، فاغمري الجميع بالحب والحنان؛ وما أكثرهم لديكِ وإذا خالفك أحدهم في الرأي فلا تحزني؛ فقد كنت أنت مثلهم في الماضي.
تذكري دائما أن هناك خصوصيات في حياة أبنائك لا يجب التدخل فيها.. اتركي لهم حرية التصرف في حياتهم واطرحي رأيك إن هم أرادوا منك ذلك أو تدخلي بشكل غير مباشر عن طريق لفت الانتباه أو سرد قصة فيها حكمة أو حل لمشكلاتهم.. ودائما افتحي معهم مجالات للحوار، ولكن دون أن تتمسكي برأيك أو تتشددي فيه.
واعلمي أن الجنة تحت أقدام الأمهات فلا تحرميهم من رضاكِ واشمليهم بالحب والرعاية والدعاء وأعطيهم الفرصة في التقرب منك وسامحيهم على أخطائهم وبذلك تملكين قلوبهم.
منقول